إن التعايش السلمى بين بنى الإنسان لايقوم إلا على أسس راسخة وقيم عظيمة تبنى لمصلحة البشر ولا يوجد قانون ينظم

إزالة,قانون,يوم,الأرض,العالم,التنمية,اليوم

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
السيد خيرالله يكتب: السلام النفسى

السيد خيرالله يكتب: السلام النفسى

إنّ التعايش السلمى بين بنى الإنسان لايقوم إلا على أُسس راسخة وقيم عظيمة تبنى لمصلحة البشر ولا يوجد قانون يُنظم حياة البشر مثل قانون السماء الذى أرسل به خاتم الرسل والأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو قانون يهدف إلى صون البشرية جمعاء وفق ضوابط قائمة على البر والتقوى والرحمة والإحساس.

لقد خلقنا الله تعالى وجعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف ونتعايش وفق قيم تحترم الإنسان وبموجب ضوابط تكفل لكل فرد حقه فىالعيش بسلام واستقرار.. وما أحوج العالم اليوم إلى تدارس تلك القيم والضوابط والأخذ بها حتى يتفرغ الإنسان لأداء رسالته التىخلق من أجلها وهى عبادة الله سبحانه وتعالى وعمارة الأرض لأن الناس فىحاجة إلى بث ثقافة الرحمة من أجل تحقيق التعايش السلمى الذى هو من أهداف نشر الإسلام بين الشعوب والأُمم وهذه هىفلسفة الإسلام فىالتعايش لأنه أوصل الإنسان إلى العيش فىظلال مبادئ عظيمة منها التعايش السلمى بين بنى البشرحيث إن الله سبحانه وتعالى ميز الإنسان بالعقل وجعل من مبادئ حياته أن يرحم القوى الضعيف بكل ما تحمله هاتان الكلمتان من معنى وهنا تظهر قيمة التعايش السلمى بين كل طبقات المجتمع وتتحقق ثمار الرحمة بعد بسط ثقافة "الراحمون يرحمهم الله".

ولا شك فىأنه إذا شاعت ثقافة الرحمة بين القوى والضعيف وبين الأفراد والأُمم فإن البشرية ستشهد مراحل عظيمة من البناء النفسىوالإيمانىستظهر نتائجه على الأُمم فىصورة تعايش حميد فيما يتعلق بمعوقات التعايش السلمى بين الناس..إن الداء يكمن فىعدم الخوف من الله وترك الاحتكام إلى شرعه الذى ارتضاه للناس كافة وذلك فىحين أن كل الأديان السماوية تدعو إلى الخوف من الله تعالى وأن الله عزّ وجلّ جعل يوم القيامة يوماً يجمع الناس فيه لينال كل واحد نصيبه من الحساب.

أما الدواء فهو الإسلام لأنه الدين الذى ختم الله تعالى به الأديان فأصلح للشعوب حياتها وجعله باعث سعادتها ولاسيما حين تعيش فىظلاله وتسمو بتعاليمه.. فالإسلام يدعو إلى التعايش السلمى بين الشعوب وإلى التعايش السلمى بين أفراد الشعب الواحد بدعم التنمية البشرية بوسائلها الصحيحة ويتضح ذلك من خلال توجيهات رسول السلام والإسلام والمحبة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذى يقول: "ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، " كما يقول صلى الله عليه وسلم:"الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد، وكالقائم لا يفتر، والصائم لا يفطر" والصالحون يبنون أنفسهم والمصلحون يبنون الأُمم وإذا كان الصالحون يبنون أنفسهم وهو أمر جيِد بلا شك فإن الأُمم والشعوب فىحاجة إلى المصلحين الذين يبنون الأُمم.. إنها فىأمس الحاجة إلى مصلحين من البشر على اختلاف جنسياتهم وألوانهم ومعتقداتهم يسعون إلى الارتقاء بشعوبهم نحو الخير والفضيلة ويقومون بدور فاعل فىنشر ثقافة التعايش السلمى بين الشعوب وهؤلاء فىحقيقتهم أصحاب مهمة شاقة لأنهم كلما برزت مشكلة للبشر سعوا فىعقلانية تامة من أجل إزالة لبسها وحلها بالطرق السليمة التىتكفل حرِية الإنسان وتحافظ على الإنسان من أخيه الإنسان إذا أساء تصرفه وهؤلاء يمشون على منهج الأنبياء والمرسلين ويحيون نداءهم فىالقلوب والأرواح والمجتمعات وإذا تم هذا التعايش على أحسن حال استطاع الإنسان أن يتوجه إلى البناء المادىوالمعنوىواستطاع أن يعمر الأرض عمراناً فيه الخير للبشرية جميعاً وإلا فإن نار الحروب والكراهية ستقطع الإنسان عن أسمى رسالة أرادها الله سبحانه وتعالى له.

وهكذا فقد امتاز الإسلام برعاية الإنسانية من حيث العموم وأصحاب الديانات السماوية من حيث الخصوص فبسط الله تعالى به روح الانتماء بين البشر وألف به أبناء الفئات المختلفة ونشر به روح العدل والإحسان بين الناس كافة وحفلت الثقافة الإسلامية بمنظومة متكاملة ترعى مسيرة التعايش بين الشعوب والقبائل وتجمع فىرياضها شتى العروق والفصائل وتضفى عليها محاسن الأخلاق وأحسن الشمائل كل ذلك فىسبيل أن يحيا الإنسان حياة طيبة شعارها السلام ومنهجها وفكرها لا يحيد عن الإسلام.

إن التعايش أواصره كثيرة وسبله وفيرة والعاقل من أدرك أن الحياة تسع الجميع وأن الأفكار قابلة للنقاش وأن العمر لا ينبغىأن يضيع فىظلال الخلاف والتنافر والتناحر وأن الإسلام بعث الله به الأنبياء وألف به بين شعوب الأرض وأصلح به السلوك فمنه وإليه المحتكم وبه تصلح النفوس لتتقبل التعايش مع الآخر على ضوء ضوابطه ومقرراته وسعة رحمته واتساع معالجاته، فالإنسان الحق هو من قام بحق الإنسانية وحفظها لأبناء جنسه والمسلم الحق من حفظ للإنسانية حقوقها وبادلها بالرأفة والشفقة والإحسان أسلوب الحياة وسعى فىنجاتها بما أتاه الله من طاقة ورحمة وعقل وإيمان وقدم للبشرية قدوة فى أخلاق الإسلام وسعة رحمته وعدالة مبادئه.